كان في حارتنا مسجد صغير يؤ م الناس فيه شيخ كبير....قضى حياته في الصلاة والتعليم...
لاحظ ان عدد المصلين يتناقص... وكان مهتما بهم ...يشعر انهم اولاده.....
ذات يوم التفت الشيخ الى المصلين وقال لهم: ما بال اكثر الناس ..خاصة الشباب منهم.
فأجابه المصلون: إنهم في المراقص والملاهي..
قال الشيخ: مراقص. وما المراقص؟
فقال احد المصلين: المرقص صالة كبيرة فيها خشبة مرتفعة... تصعد عليها الفتيات يرقصن والناس حولهن ينظرون اليهن...
قال الشيخ: أعوذ بالله...والذين ينظرون اليهن مسلمون.. قالوا: نعم.. فقال بكل براءة: لاحول ولاقوة الا بالله ..يجب أن ننصح الناس
قالوا: ياشيخ ..تعظ الناس في المرقص...؟فقال :نعم ..ثم نهض خارجا من المسجد..وهو يقول :هيا بنا الى المرقص...حاولوا ان يثنوه عن عزمه.. اخبروه انهم سيواجهونه بالسخرية والاستهزاء...وسينالهم الاذى..فقال : وهل نحن خير من محمد صلى الله عليه وسلم ؟؟ ثم امسك بيد اخد المصلين ..وقال :دلني على المرقص ...
راهم صاحب المرقص من بعيد ظن انهم ذاهبون الى درس او محاضرة...
فلما اقبلواعليه...تعجب...فلما توجهوا الى باب المرقص ...سألهم: ماذا تريدون؟
قال الشيخ:نريد ان ننصح من في المرقص...
تعجب صاحب المرقص..واخذ ينظر اليهم... واعتذر عن قبولهم..
واخذ الشيخ يساومه...ويذكره.بالثواب العظيم..لكنه ا ابى فاخذ يساومه بالمال ليأذن لهم حتى دفعوا له مبلغا من المال يعادل دخله اليومي
فوافق صاحب المرقص..فلما دخلوا...وخشبة المسرح تعج بالمنكرات.. والشياطين تحف الناس وتصفق لهم..وفجأة أسدل الستار..ثم فتح..فإذا شيخ وقور يجلس على كرسي..دهش الناس..وتعجبوا ..ظن بعضهم انها فقرة فكاهية..بدأ الشيخ بالمحاضرة
نظر الناس بعضهم ببعض..منهم من يضحك ...ومنهممن ينتقد ..ومنهم من يعلق السخرية.. والشيخ ماضي في موعظته لا يلتفت اليهم..حتى قام احد الحضور..واسكت الناس.. وطلب منهم الانصات..بدا الهدوء يحيط بالناس ..والسكينة تنزل على قلوبهم..حتى هدأت الاصوات ...فلا تسمع الا صوت الشيخ
فقال الشيخ : يايها الناس ..انكم عشتم طويلا..وعصيتم الله كثيرا..
فاين ذهبت لذة المعصية ..لقد ذهبت اللذة وبقيت الصحائف سوداء...
ستسألون عنها يوم القيامة..سيأتي يوم يفني فيه كل شئ الاالله الواحد القهار ..انكم لاتتحملون النار في الدنيا..وهي جزء من سبعين جزءا من نار جهنم ..فبادروا بالتوبة ايها الناس ماذا فعل الله بكم لتواجهوه بالعصيان اليس خيره عليكم نازل وشرككم اليه صاعد ..يتحبب اليكم بالنعم وتتبغضون اليه بالمعاصي ..وبدأ الشيخ متأثرا وهو يعظ ..كانت كلماته قد خرجت من القلب ..فوصلت الى القلب..بكى الناس..فواد في موعظته..ثم دعا لهم بالرحمة والمغفرة
وهم يرددون:امين..امين..ثم قام من على كرسيه..تجلله المهابة والوقار...وخرج الجميع وراءه.. وكانت توبتهم على يده ..عرفوا سر وجودهم في الحياة..وما تغنى عنهم الراقصات واللذات..إذ تطايرت الصحف وكبرت السيئات...حتى صاحب المرقص..تاب وندم على ما كان منه.